الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                      صفحة جزء
                                                                      باب في المعانقة

                                                                      5214 حدثنا موسى بن إسمعيل حدثنا حماد أخبرنا أبو الحسين يعني خالد بن ذكوان عن أيوب بن بشير بن كعب العدوي عن رجل من عنزة أنه قال لأبي ذر حيث سير من الشام إني أريد أن أسألك عن حديث من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا أخبرك به إلا أن يكون سرا قلت إنه ليس بسر هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصافحكم إذا لقيتموه قال ما لقيته قط إلا صافحني وبعث إلي ذات يوم ولم أكن في أهلي فلما جئت أخبرت أنه أرسل لي فأتيته وهو على سريره فالتزمني فكانت تلك أجود وأجود [ ص: 98 ]

                                                                      التالي السابق


                                                                      [ ص: 98 ] ( عن أيوب بن بشير ) بالتصغير عن رجل من عنزة ) بعين مهملة فنون فزاي مفتوحات قبيلة شهيرة حيث سير من الشام ) بصيغة المجهول من التسيير يقال سيره من بلده أخرجه وأجلاه والمعنى حين خرج أبو ذر من الشام وكان أبو ذر يسكن بالشام بدمشق وكان معاوية إذ ذاك عامل عثمان عليها فاختلف هو ومعاوية في الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله قال معاوية : نزلت في أهل الكتاب وقال أبو ذر : نزلت فينا وفيهم فكان بينه وبينه فكتب معاوية إلى عثمان يشكوه فطلب عثمان أبا ذر بالمدينة وهذا هو سبب خروجه من الشام وقصته مذكورة في صحيح البخاري قال إذا بالتنوين فلما جئت أي رجعت إلى أهلي أخبرت بصيغة المجهول وهو أي رسول الله صلى الله عليه وسلم على سريره قال ابن الملك : قد يعبر بالسرير عن الملك والنعمة فالسرير هنا يجوز أن يكون المراد به ملك النبوة ونعمتها ، وقيل هو السرير من جريد النخل يتخذه كل أحد من أهل المدينة وأهل مصر للنوم فيه وتوقيا من الهوام انتهى

                                                                      قال القاري : والمعتمد ما قيل كما لا يخفى فالتزمني أي عانقني فكانت تلك أي : تلك الفعلة وهي التزامه قاله في فتح الودود وقيل أي الالتزام لأن المصدر يذكر ويؤنث أجود أي من المصافحة في إفاضة الروح والراحة أو أحسن من كل شيء وينصره عدم ذكر متعلق أفعل ليعم ويؤيده تأكيده مكررا بقوله وأجود كذا في المرقاة .

                                                                      [ ص: 99 ] قال المنذري : رجل من عنزة مجهول وذكر البخاري هذا الحديث في تاريخه الكبير وقال مرسل ، انتهى وأخرج أحمد في مسنده من طريق بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان حدثني أيوب بن بشير عن فلان العنزي وفيه " فقلت يا أبا ذر إني سائلك عن بعض أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال إن كان سرا من سر رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أحدثك ، قلت ليس بسر ولكن كان إذا لقي الرجل يأخذ بيده يصافحه قال على الخبير سقطت لم يلقني قط إلا أخذ بيدي غير مرة واحدة وكانت تلك آخرهن أرسل إلي فأتيته في مرضه الذي توفي فيه فوجدته مضطجعا فأكببت عليه فرفع يده فالتزمني صلى الله عليه وسلم - .




                                                                      الخدمات العلمية