الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1113 ) فصل : وفعل الصلاة فيما كثر فيه الجمع من المساجد أفضل ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم { : صلاة الرجل مع الرجل أزكى من صلاته وحده ، وصلاته مع الرجلين أزكى من صلاته مع الرجل ; وما كان أكثر ، فهو أحب إلى الله تعالى } . رواه أحمد في " المسند " ، فإن تساويا في الجماعة ففعلها في المسجد العتيق أفضل ; لأن العبادة فيه أكثر . وإن كان في جواره أو غير جواره مسجد لا تنعقد الجماعة فيه إلا بحضوره ففعلها فيه أولى ; لأنه يعمره بإقامة الجماعة فيه ، ويحصلها لمن يصلي فيه . وإن كانت تقام فيه ، وكان في قصده غيره كسر قلب إمامه أو جماعته ، فجبر قلوبهم أولى .

                                                                                                                                            وإن لم يكن كذلك فهل الأفضل قصد الأبعد أو الأقرب ؟ فيه روايتان : إحداهما قصد الأبعد ; لتكثر خطاه في طلب الثواب فتكثر حسناته . والثانية الأقرب لأن له جوارا ، فكان أحق بصلاته كما [ ص: 5 ] أن الجار أحق بهدية جاره ومعروفه من البعيد . وإن كان البلد ثغرا ، فالأفضل اجتماع الناس في مسجد واحد ليكون أعلى للكلمة ، وأوقع للهيبة ، وإذا جاءهم خبر عن عدوهم سمعه جميعهم ، وإن أرادوا التشاور في أمر حضر جميعهم ، وإن جاء عين الكفار رآهم فأخبر بكثرتهم . قال الأوزاعي : لو كان الأمر إلي لسمرت أبواب المساجد التي في الثغور أو نحو هذا ليجتمع الناس في مسجد واحد .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية