الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        سورة القارعة كالفراش المبثوث كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا كذلك الناس يجول بعضهم في بعض كالعهن كألوان العهن وقرأ عبد الله كالصوف

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        قوله : ( سورة القارعة ) كذا لغير أبي ذر ، واكتفى بذكرها مع التي قبلها .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كالفراش المبثوث : كغوغاء الجراد يركب بعضه بعضا . كذلك الناس يجول بعضهم في بعض ) هو [ ص: 600 ] كلام الفراء ، قال في قوله كالفراش : يريد كغوغاء الجراد إلخ . وقال أبو عبيدة : الفراش طير لا ذباب ولا بعوض ، والمبثوث المتفرق ، وحمل الفراش على حقيقته أولى ، والعرب تشبه بالفراش كثيرا كقول جرير :


                                                                                                                                                                                                        إن الفرزدق ما علمت وقومه مثل الفراش غشين نار المصطلي

                                                                                                                                                                                                        وصفهم بالحرص والتهافت ، وفي تشبيه الناس يوم البعث بالفراش مناسبات كثيرة بليغة ، كالطيش والانتشار والكثرة والضعف والذلة والمجيء بغير رجوع والقصد إلى الداعي والإسراع وركوب بعضهم بعضا والتطاير إلى النار .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( كالعهن كألوان العهن ) سقط هذا لأبي ذر ، وهو قول الفراء قال : كالعهن لأن ألوانها مختلفة كالعهن وهو الصوف . وأخرج ابن أبي حاتم من طريق عكرمة قال : كالعهن كالصوف .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( وقرأ عبد الله كالصوف ) سقط هذا لأبي ذر . وهو بقية كلام الفراء ، قال : في قراءة عبد الله - يعني ابن مسعود " كالصوف المنفوش " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية