الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ؛ تأويله : " إذا ذكرت عظمة الله؛ وقدرته؛ وما خوف به من عصاه؛ وجلت قلوبهم " ؛ أي : " فزعت لذلك " ؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        لعمرك ما أدري وإني لأوجل ... على أينا تعدو المنية أول



                                                                                                                                                                                                                                        يقال : " وجل؛ يوجل؛ وجلا " ؛ ويقال في معنى " يوجل " : " ياجل؛ ييجل؛ وييجل " ؛ [ ص: 401 ] هذه أربع لغات؛ حكاها سيبويه ؛ وأجودها : " يوجل " ؛ قال الله - عز وجل - : لا توجل إنا نبشرك بغلام عليم

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ؛ تأويل " الإيمان " : التصديق؛ وكل ما تلي عليهم من عند الله صدقوا به؛ فزاد تصديقهم بذلك زيادة إيمانهم؛ وقوله : أولئك هم المؤمنون حقا ؛ " حقا " ؛ منصوب بمعنى دلت عليه الجملة؛ والجملة هي " أولئك هم المؤمنون حقا " ؛ فالمعنى : " أحق ذلك حقا " ؛ وقوله : لهم درجات عند ربهم ؛ أي : لهم منازل في الرفعة؛ على قدر منازلهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية