الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                الفصل الرابع : في ترجيح الأقيسة :

                                                                                                                قال الباجي رحمه الله : يترجح أحد القياسين على الآخر بالنص على علته ، أو لأنه يعود على أصله بالتخصيص ، أو علته مطردة منعكسة ، أو تشهد لها أصول [ ص: 137 ] كثيرة ، والآخر على خلافها في جميع ذلك ، أو يكون أحد القياسين فرعه من جنس أصله ، أو علته متعدية ، أو تعم فروعها ، أو هي أعم ، أو هي منتزعة من أصل منصوص عليه ، أو أقل أوصافا ، والقياس الآخر ليس كذلك .

                                                                                                                قال الإمام فخر الدين رحمه الله : أو يكون أحد القياسين متفقا على علته ، أو أقل خلافا ، أو بعض مقدماته يقينية ، أو علته وصف حقيقي .

                                                                                                                ويترجح التعليل بالحكمة على العدم والإضافي والحكم الشرعي والتقديري .

                                                                                                                والتعليل بالعدم أولى من التقديري ، وتعليل الحكم الوجودي بالوصف الوجودي أولى من العدمي بالعدمي ، ومن العدمي بالوجودي ، والوجودي بالعدمي لأن التعليل بالعدم يستدعي تقدير الوجود .

                                                                                                                وبالحكم الشرعي أولى من التقديري لكون التقدير على خلاف الأصل ، والقياس الذي يكون ثبوت الحكم في أصله أقوى .

                                                                                                                أو بالإجماع ، أو بالتواتر أقوى مما ليس كذلك .

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                الخدمات العلمية