الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين

                                                                                                                                                                                                تلك : إشارة إلى قصة نوح -عليه السلام- ومحلها الرفع على الابتداء، والجمل بعدها أخبار، أي: تلك القصة بعض أنباء الغيب موحاة إليك، مجهولة عندك وعند قومك، من قبل هذا : من قبل إيحائي إليك وإخبارك بها، أو من قبل هذا العلم الذي [ ص: 207 ] كسبته بالوحي، أو: من قبل هذا الوقت، فاصبر : على تبليغ الرسالة وأذى قومك، كما صبر نوح، وتوقع في العاقبة لك، ولمن كذبك نحو ما قيض لنوح ولقومه، إن العاقبة : في الفوز والنصر والغلبة للمتقين " ، وقوله: ولا قومك : معناه: إن قومك الذين أنت منهم على كثرتهم، ووفور عددهم، إذا لم يكن ذلك شأنهم، ولا سمعوه، ولا عرفوه، فكيف برجل منهم كما تقول: لم يعرف هذا عبد الله ولا أهل بلده .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية