الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ

                                                                                                                                                                                                والذين آمنوا معه : قيل: كانوا أربعة آلاف .

                                                                                                                                                                                                فإن قلت: ما معنى تكرير التنجية ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: ذكر أولا أنه حين أهلك عدوهم، نجاهم، ثم قال: ونجيناهم من عذاب غليظ على معنى: وكانت تلك التنجية من عذاب غليظ، وذلك أن الله -عز وجل- بعث عليهم السموم، فكانت تدخل في أنوفهم، وتخرج من أدبارهم، فتقطعهم عضوا عضوا، وقيل: أراد بالثانية: التنجية من عذاب الآخرة، ولا عذاب أغلظ منه وأشد، وقوله: "برحمة منا"، يريد: بسبب الإيمان الذي أنعمنا عليهم بالتوفيق له .

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية