الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم ؛ ويقرأ؛ " ولكن الله قتلهم " ؛ فمن شدد؛ نصب لنصب " لكن " ؛ ومن خفف؛ أبطل عملها؛ ورفع قوله : " الله " ؛ بالابتداء؛ أضاف الله قتلهم إليه؛ لأنه هو الذي تولى نصرهم؛ وأظهر في ذلك الآيات المعجزات.

                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - عز وجل - : وما رميت إذ رميت ؛ ليس هذا نفي رمي النبي - صلى الله عليه وسلم - ولكن العرب خوطبت بما تعقل؛ ويروى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لأبي بكر الصديق : " ناولني كفا من بطحاء " ؛ فناوله كفا؛ فرمى بها؛ فلم يبق منهم أحد - أعني من العدو - إلا شغل بعينه؛ فأعلم الله - جل وعز - أن كفا من تراب؛ أو حصى؛ لا يملأ عيون ذلك الجيش الكثير [ ص: 407 ] برمية بشر؛ وأنه - عز وجل - تولى إيصال ذلك إلى أبصارهم؛ فقال - عز وجل - : وما رميت إذ رميت ؛ أي : لم يصب رميك ذاك؛ ويبلغ ذلك المبلغ بك؛ إنما الله - عز وجل - تولى ذلك؛ فهذا مجاز " وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى " . وقوله - جل وعز - : وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا ؛ أي : لينصرهم نصرا جميلا؛ ويختبرهم بالتي هي أحسن؛ ومعنى " يبليهم " ؛ ههنا : يسدي إليهم.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية