الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 268 ] 14 - باب الإسفار بالصبح واختلاف الناس فيه

معنى الإسفار - اختلاف أهل العلم في الإسفار - رأي الطحاوي - بيان نسخ الأفضلية بالإسفار - رأي الشافعي .

أخبرنا أبو مسلم محمد بن محمد بن الجنيد ، أخبرنا عبد الغفار بن محمد في كتابه ، أخبرنا محمد بن موسى بن شاذان ، أخبرنا محمد بن [ ص: 269 ] يعقوب ، أخبرنا الربيع ، أخبرنا الشافعي ، حدثنا سفيان ، عن ابن عجلان ، عن عاصم بن عمر ، عن قتادة بن النعمان ، عن محمود بن لبيد ، عن رافع بن خديج ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أصبحوا بالصبح ؛ فإنه أعظم لأجركم ، أو أعظم للأجر .

هذا حديث حسن على شرط أبي داود ، أخرجه في كتابه عن إسحاق بن إسماعيل ، عن سفيان .

وقد اختلف أهل العلم في الإسفار بصلاة الصبح والتغليس بها .

( فرأى بعضهم ) الإسفار بالفجر أفضل ، وذهب إلى هذا الحديث ، ورآه محكما ، وممن ذهب إلى هذا : سفيان الثوري ، وأبو حنيفة وأصحابه ، وأهل الكوفة .

وزعم الطحاوي أن حديث الإسفار ناسخ لحديث التغليس ، وذكر الأحاديث التي رويت في تغليس النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن بعده الصحابة بالفجر ، ثم زعم أن ليس فيها دليل على الأفضل ، وإنما ذلك في حديث رافع ، فاستدل على النسخ بفعلهم بأنهم كانوا يدخلون مغلسين ، ويخرجون مسفرين .

[ ص: 270 ] والأمر على خلاف ما ذهب إليه أبو جعفر الطحاوي ؛ لأن حديث تغليس النبي - صلى الله عليه وسلم - ثابت ، وأنه داوم عليه حتى فارق الدنيا ، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يداوم إلا على ما هو الأفضل ، وكذلك أصحابه من بعده تأسيا به - صلى الله عليه وسلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية