الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله : استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم ؛ أي : لما يكون سببا للحياة؛ وهو العلم؛ وجائز أن يكون لما يكون سببا للحياة الدائمة في نعيم الآخرة؛ ومعنى " استجيبوا " ؛ في معنى " أجيبوا " ؛ قال الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                        وداع دعا يا من يجيب إلى الندا ... فلم يستجبه عند ذاك مجيب



                                                                                                                                                                                                                                        أي : فلم يجبه؛ وقوله : واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه ؛ قيل فيه ثلاثة أقوال؛ قال بعضهم : " يحول بين المؤمن والكفر " ؛ و " يحول بين الكافر والإيمان بالموت " ؛ أي : " يحول بين الإنسان وما يسوف به نفسه بالموت " ؛ وقيل : " يحول بين المرء وقلبه " ؛ معناه : " واعلموا أن الله مع المرء في القرب بهذه المنزلة " ؛ كما قال : - جل وعز - : ونحن أقرب إليه من حبل الوريد ؛ وقيل : إنهم كانوا يفكرون في كثرة عدوهم؛ وقلة عددهم؛ فيدخل في [ ص: 410 ] قلوبهم الخوف؛ فأعلم الله - جل ثناؤه - أنه يحول بين المرء وقلبه؛ بأن يبدله بالخوف الأمن؛ ويبدل عدوهم - بظنهم أنهم قادرون عليه - الجبن؛ والخور.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية