الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5536 [ ص: 84 ] 51 - باب: الخاتم في الخنصر

                                                                                                                                                                                                                              5874 - حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا عبد العزيز بن صهيب، عن أنس - رضي الله عنه - قال: صنع النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما قال: " إنا اتخذنا خاتما، ونقشنا فيه نقشا، فلا ينقش عليه أحد". قال: فإني لأرى بريقه في خنصره. [انظر: 65 - مسلم: 2092 - فتح: 10 \ 324]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث عبد العزيز بن صهيب، عن أنس - رضي الله عنه - : اصطنع النبي - صلى الله عليه وسلم - خاتما قال: "إنا اتخذنا خاتما، ونقشنا فيه نقشا، فلا ينقش عليه أحد". قال: فإني لأرى بريقه في خنصره.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              السنة في الخاتم أن يلبس في الخنصر، وقد روى الترمذي من حديث ابن أبي موسى عن علي: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ألبس خاتما في هذه وهذه وأشار إلى السبابة والوسطى، ثم قال حديث صحيح .

                                                                                                                                                                                                                              وابن أبي موسى هو: أبو بردة بن أبي موسى واسمه عامر بن عبد الله بن قيس.

                                                                                                                                                                                                                              وحكى صاحب "الكافي" من أصحابنا وجهين في جواز لبسه في غير خنصره.

                                                                                                                                                                                                                              وفي الرافعي في كتاب الوديعة: أن المرأة قد تتختم في غير الخنصر .

                                                                                                                                                                                                                              وأخرجه مسلم بلفظ: نهاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أجعل خاتمي في هذه

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 85 ] أو التي تليها وأشار إلى الوسطى والتي تليها .

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية أبي داود بإسناد صحيح: في هذه أو هذه السبابة والوسطى، شك فيه الراوي .

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              ونهيه - عليه السلام - أن لا ينقش أحد على نقش خاتمه هو من أجل أن ذلك اسمه وصفته برسالة الله له إلى خلقه، وخاتم الرجل إنما ينقش فيه ما يكون تعريفا له وسمة تمييزه عن غيره ولا يحل لأحد أن يسم نفسه بسمة رسول الله ولا بصفته.

                                                                                                                                                                                                                              قال مالك: من شأن الخلفاء والقضاة نقش أسمائهم في خواتيمهم .

                                                                                                                                                                                                                              وهذا الحديث يرد حديث أبي ريحانة الذي أسلفناه فيما مضى، ويدل على جواز اتخاذه لجميع الناس إذا لم ينقش على نقش خاتمه; لأنه لم يبح ذلك لبعض الناس دون بعض بل عم جميعهم فلا ينقش أحد على نقشه، وقد تختم السلف بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وهم الأسوة الحسنة. وروى مالك عن صدقة بن يسار قال: سألت سعيد بن المسيب عن لبس الخاتم; فقال: البسه وأخبر الناس أني أفتيتك بذلك ، وإنما قاله على وجه الإنكار لقول أهل الشام.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية