الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                                            الحاوي الكبير في فقه مذهب الإمام الشافعي

                                                                                                                                            الماوردي - أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب الماوردي

                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            فصل : ولو قال له متى شئت فأنت حر ، إذا مت أو متى مت كان مشيئة العبد على التراخي في حياة السيد بخلاف " إن " و " إذا " ؛ لأن " متى " موضوعة للزمان ، فاستوى فيها جميع الأزمان و " إن " أو " إذا " موضوعة للفعل ، فاعتبر فيها زمان الفعل فإن أخر العبد المشيئة ، حتى مات السيد ، ثم شاء لم يعتق . وإن كانت مشيئته على التراخي ؛ لأنها مشيئة في عقد التدبير والتدبير لا ينعقد بعد الموت .

                                                                                                                                            ولو قال في حياة السيد : قد شئت ، ثم قال : لست أشاء ثبت التدبير بالمشيئة ولم يبطل بالرجوع المتأخر ، ولو قال : لست أشاء ثم قال : شئت ثبت التدبير بالمشيئة المتأخرة ولم يبطل بتركها المتقدم بخلاف ما تقدم ؛ لأن المشيئة هاهنا على التراخي . فراعينا وجودها متقدمة ومتأخرة ، وهناك على الفور فراعينا ما تقدم .

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية