الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
655 - حدثنا محمد بن عبد الله بن حوشب ، ثنا nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب ، قال : حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=650616nindex.php?page=treesubj&link=30716_19435يا بني سلمة ، ألا تحتسبون آثاركم ؟ ) .
625 656 - وقال ابن أبي مريم : أنا nindex.php?page=showalam&ids=17300يحيى بن أيوب ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، حدثني nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، nindex.php?page=hadith&LINKID=693256أن بني سلمة أرادوا أن يتحولوا عن منازلهم فينزلوا قريبا من النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : فكره النبي صلى الله عليه وسلم أن يعروا منازلهم ، فقال : ( ألا تحتسبون آثاركم ؟ ) .
قال nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد : خطاهم ، آثار المشي في الأرض بأرجلهم .
ساقه أولا من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16503عبد الوهاب الثقفي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد مختصرا ، ثم ذكر من رواية يحيى بن أيوب المصري - وهو ثقة ، لكنه كثير الوهم - مطولا ، وزاد فيه تصريح nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد بالسماع له من nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، فإن nindex.php?page=showalam&ids=15769حميدا قد قيل : إنه لم يسمع من nindex.php?page=showalam&ids=9أنس إلا قليلا ، وأكثر رواياته عنه مرسلة ، وقد سبق ذكر ذلك ، وما قاله nindex.php?page=showalam&ids=13779الإسماعيلي في تسامح المصريين والشاميين في لفظة ( حدثنا ) وأنهم لا يضبطون ذلك .
وقد خرجه في ( كتاب الحج ) من طريق nindex.php?page=showalam&ids=14908الفزاري ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=651754أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة ، فقال : ( يا بني سلمة ، ألا تحتسبون آثاركم ؟ ) .
وبنو سلمة : قوم من الأنصار ، كانت دورهم بعيدة من المسجد ، فأرادوا أن يتحولوا إلى قرب المسجد ، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بملازمة دورهم ، وأخبرهم أن خطاهم يكتب لهم أجرها في المشي إلى المسجد .
[ ص: 43 ] وخرج nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم في ( صحيحه ) من حديث nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=658075كانت دارنا نائية من المسجد ، فأردنا أن نبيع بيوتنا فنقترب من المسجد ، فنهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( إن لكم بكل خطوة درجة ) .
ومن حديث nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=658077أراد بنو سلمة أن يتحولوا إلى قرب المسجد ، والبقاع خالية ، قال : فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( يا بني سلمة ، دياركم تكتب آثاركم ) فقالوا : ما يسرنا أنا كنا تحولنا .
وقوله : ( دياركم ) بفتح الراء على الإغراء ، أي : الزموا دياركم .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي من حديث أبي سفيان السعدي ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=665520كانت بنو سلمة في ناحية المدينة ، فأرادوا النقلة إلى قرب المسجد ، فنزلت هذه الآية : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=12إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن آثاركم تكتب ) ، فلم ينتقلوا .
وأبو سفيان ، فيه ضعف .
والصحيح : رواية nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12179أبي نضرة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، وكذا قاله nindex.php?page=showalam&ids=14269الدارقطني وغيره .
وخرج nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16052سماك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16584عكرمة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : كانت الأنصار بعيدة منازلهم من المسجد ، فأرادوا أن يقربوا ، فنزلت : nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=12ونكتب ما قدموا وآثارهم قال : فثبتوا .
وقد ذكر nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري عن nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد ، أنه فسر الآثار - يعني : في هذه الآية - بالخطى ، وزاد - أيضا - بقوله : آثار المشي في الأرض بأرجلهم .
[ ص: 44 ] وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=9أنس : nindex.php?page=hadith&LINKID=677289فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعروا المدينة أو منازلهم .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=17314يحيى بن سعيد الأنصاري هذا الحديث ، عن nindex.php?page=showalam&ids=15767حميد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=9أنس ، وقال : فكره أن يعروا المسجد .
قال nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد : وهم فيه ، إنما هو : كره أن يعروا المدينة .
وقد دلت هذه الأحاديث على أن nindex.php?page=treesubj&link=19435المشي إلى المساجد يكتب لصاحبه أجره ، وهذا مما تواترت السنن به .
وقد سبق حديث nindex.php?page=showalam&ids=110أبي موسى : nindex.php?page=hadith&LINKID=658072 ( nindex.php?page=treesubj&link=24589_1608_19435أعظم الناس أجرا في الصلاة أبعدهم فأبعدهم ممشى ) .
وفي حديث nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=652677 ( وكل خطوة يمشيها إلى الصلاة صدقة ) .
وقد خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري في موضع آخر .
وسبق - أيضا - حديث nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة .
وفي ( المسند ) و : ( سنن nindex.php?page=showalam&ids=11998أبي داود ) nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ، عن عبد الرحمن بن سعد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=13763 ( الأبعد فالأبعد من المسجد أعظم أجرا ) .
[ ص: 45 ] وفي ( صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ) عن nindex.php?page=showalam&ids=34أبي بن كعب ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=658073كان رجل لا أعلم رجلا أبعد من المسجد منه ، وكان لا تخطئه صلاة ، قال : فقيل له - أو قلت له - : لو اشتريت حمارا تركبه في الظلماء أو الرمضاء ؟ قال : ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد ، إني أريد أن يكتب لي ممشاي إلى المسجد ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( قد جمع الله لك ذلك كله ) .
وفي رواية له - أيضا - : فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن لك ما احتسبت ) .
وهذا يدل على أنه يثاب على المشي في رجوعه من المسجد إلى منزله .
وفي ( المسند ) و : ( صحيح nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان ) عن nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=687156 ( من راح إلى مسجد جماعة فخطوتاه : خطوة تمحو سيئة ، وخطوة تكتب حسنة ، ذاهبا وراجعا ) .
وهذا المطلق قد ورد مقيدا في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12045أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة الذي خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري فيما مضى .
وسيأتي بقيدين :
أحدهما : أن يخرج من بيته على طهر قد أحسنه وأكمله .
والثاني : أن لا يخرج إلا إلى الصلاة في المسجد ، فلو خرج لحاجة له وكان المسجد في طريقه فدخل المسجد فصلى ولم يكن خروجه لذلك لم يحصل له هذا الأجر الخاص .
وكذلك لو خرج من بيته غير متطهر ، لكنه يكتب له بذلك أجر ، غير أن هذا الأجر الخاص - وهو رفع الدرجات وتكفير السيئات - لا يحصل بذلك .
[ ص: 46 ] واعلم أن الدار القريبة من المسجد أفضل من الدار البعيدة ، لكن المشي من الدار البعيدة أفضل .
وفي ( المسند ) بإسناد منقطع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=21حذيفة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=703044فضل الدار القريبة من المسجد على الدار الشاسعة كفضل الغازي على القاعد ) .