الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
523 \ 4111 - عن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=675655سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : nindex.php?page=treesubj&link=31022_7649_30216_30194لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة، قال: فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفية ، قلت لأبي : يا أبة ما قال؟ قال : كلهم من قريش .
قال ابن القيم رحمه الله: فإن قيل: فكيف الجمع بين هذا وبين حديث سعيد بن جمهان، عن سفينة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=849727الخلافة ثلاثون سنة، وسائرهم ملوك ، رواه أبو حاتم في "صحيحه " وقال في آخره: والخلفاء والملوك اثنا عشر .
قيل: لا تعارض بين الحديثين، فإن nindex.php?page=treesubj&link=31135الخلافة المقدرة بثلاثين سنة هي: خلافة النبوة، كما في حديث nindex.php?page=showalam&ids=130أبي بكرة، ووزن النبي صلى الله عليه وسلم بأبي بكر ورجحانه [ ص: 91 ] -وسيأتي - ، وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : nindex.php?page=hadith&LINKID=103440خلافة نبوة، ثم يؤتي الله الملك من يشاء ،
وأما الخلفاء الاثنا عشر فلم يقل في خلافتهم: إنها خلافة نبوة، ولكن أطلق عليهم اسم الخلفاء، وهو مشترك، واختص الأئمة الراشدون منهم بخصيصة في الخلافة وهي: "خلافة النبوة"، وهي المقدرة بثلاثين سنة: خلافة nindex.php?page=showalam&ids=1الصديق: سنتين وثلاثة أشهر، واثنتين وعشرين يوما، وخلافة nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب: عشر سنين وستة أشهر وأربع ليال، وخلافة nindex.php?page=showalam&ids=7عثمان: اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوما، وخلافة nindex.php?page=showalam&ids=8علي: خمس سنين وثلاثة أشهر إلا أربعة عشر يوما، وقتل nindex.php?page=showalam&ids=8علي سنة أربعين. فهذه خلافة النبوة ثلاثون سنة.
وأما الخلفاء الاثنا عشر، فقد قال جماعة - منهم: nindex.php?page=showalam&ids=13053أبو حاتم بن حبان وغيره - إن آخرهم nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز، فذكروا الخلفاء الأربعة، ثم nindex.php?page=showalam&ids=33معاوية، ثم يزيد ابنه، ثم معاوية بن يزيد، ثم nindex.php?page=showalam&ids=17065مروان بن الحكم، ثم عبد الملك ابنه، ثم nindex.php?page=showalam&ids=15490الوليد بن عبد الملك، ثم سليمان بن عبد الملك، ثم nindex.php?page=showalam&ids=16673عمر بن عبد العزيز، وكانت وفاته على رأس المائة، وهي القرن المفضل الذي هو خير القرون، وكان الدين في هذا القرن في غاية العزة، ثم وقع ما وقع .
والدليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أوقع عليهم اسم الخلافة بمعنى الملك [ ص: 92 ] في غير خلافة النبوة قوله في الحديث الصحيح ، من حديث nindex.php?page=showalam&ids=12300الزهري، عن أبي سلمة، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة : nindex.php?page=hadith&LINKID=937747nindex.php?page=treesubj&link=33695سيكون من بعدي خلفاء، يعملون بما يقولون، ويفعلون ما يؤمرون ، وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يقولون، ويفعلون ما لا يؤمرون، فمن أنكر برئ، ومن أمسك سلم، ولكن من رضي وتابع .