الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                        فصل [في الأب يزوج ابنه الصغير في مرضه]

                                                                                                                                                                                        وقال مالك في الأب يزوج ابنه الصغير في مرضه، ويضمن عنه الصداق، فلا يجوز الضمان; لأنها وصية لوارث. واختلف قوله في صحة النكاح. فقال مرة: لا يعجبني، يريد: ويفسخ. وقال مرة: النكاح جائز. قال ابن القاسم : وينظر له وصيه بعد موت الأب، فإن رأى وجه عطية دفع من ماله، وإلا فسخه، وإن صح الأب ثبت النكاح والضمان.

                                                                                                                                                                                        وأرى النكاح جائزا، وإن لم يصح إذا كانوا لا يعرفون وجه العلم في ذلك ويرون أن الضمان صحيح وأنه من رأس المال، فإن نظر فيه في حياة الأب، قيل للأب: إن كنت لا ترى كونه في ذمة الابن نظرا، فافسخه. وإن كان عندك صوابا، فأثبته عليه، إلا أن لا ترضى الزوجة، أو وليها بذلك إذا كان [ ص: 1935 ] لا يدري هل يصير له من الميراث مثل الصداق، أو يصح الأب فيكون الصداق في ذمة فقير فلها في ذلك مقال؟

                                                                                                                                                                                        وإن لم ينظر فيه حتى مات الأب، كان النظر للوصي ، فإن رأى إثباته صح، إلا أن يكون ما صار له من الميراث ما لا يوفى بالصداق، فيكون لها في ذلك مقال، وإن كانوا يعلمون أن ذلك موقوف على إجازة الورثة، فإن كرهوا، سقط الصداق، وكان النكاح فاسدا.

                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية