الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                              صفحة جزء
                                                                              باب اجتناب الرأي والقياس

                                                                              52 حدثنا أبو كريب قال حدثنا عبد الله بن إدريس وعبدة وأبو معاوية وعبد الله بن نمير ومحمد بن بشر ح وحدثنا سويد بن سعيد قال حدثنا علي بن مسهر ومالك بن أنس وحفص بن ميسرة وشعيب بن إسحق عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلم بقبض العلماء فإذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا

                                                                              التالي السابق


                                                                              قوله : ( انتزاعا ) أي محوا من الصدور وهو مصدر لقبض من غير لفظه لبيان النوع نحو رجع القهقرى وقوله : ينتزعه جملة مستأنفة لبيان القبض انتزاعا أي يرفعه من قلوبهم وقيل : صفة لـ انتزاعا والظاهر أن ضميره للعلم لا للانتزاع فلا يصلح أن يكون صفة للانتزاع لعدم العائد فليتأمل ويحتمل أن يكون انتزاعا مصدر لينتزع قدم على فعله وجملة [ ص: 27 ] ينتزع حال من فاعل يقبض أو مفعوله قوله ( فإذا لم يبق ) من الإبقاء ورؤسا بفتح الهمزة والمد على أنه جمع رئيس فأفتوا بغير علم لا يلزم مذمة الرأي لجواز أنهم يفتون في بلا رأي بمجرد تهور وبالجملة فلا دليل فيه على أن الرأي المعتبر عند الفقهاء مذموم قوله ( فضلوا ) أي بالفتوى بلا علم وأضلوا أتباعهم الآخذين بفتواهم .




                                                                              الخدمات العلمية