الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ تور ]

                                                          تور : التور من الأواني : مذكر ، قيل : هو عربي ، وقيل : دخيل . الأزهري : التور : إناء معروف تذكره العرب تشرب فيه . وفي حديث أم سليم : أنها صنعت حيسا في تور ، هو إناء من صفر أو حجارة كالإجانة وقد يتوضأ منه ، ومنه حديث سلمان : لما احتضر دعا بمسك ثم قال لامرأته : أوخفيه في تور أي : اضربيه بالماء . والتور : الرسول بين القوم ، عربي صحيح ، قال :


                                                          والتور فيما بيننا معمل يرضى به الآتي والمرسل .



                                                          وفي الصحاح : يرضى به المأتي والمرسل . ابن الأعرابي : التورة الجارية التي ترسل بين العشاق . والتارة : الحين والمرة ، ألفها واو ، جمعها تارات وتير ، قال :

                                                          [ ص: 246 ]

                                                          يقوم تارات ويمشي تيرا .



                                                          وقال العجاج :


                                                          ضربا ، إذا ما مرجل الموت أفر     بالغلي ، أحموه وأحنوه التير .



                                                          قال ابن الأعرابي : تأرة مهموز فلما كثر استعمالهم لها تركوا همزها . قال أبو منصور وقال غيره : جمع تأرة تئر ، مهموزة ، قال : ومنه يقال أتأرت النظر إليه أي : أدمته تارة بعد تارة . وأترت الشيء : جئت به تارة أخرى أي : مرة بعد مرة ، قال لبيد يصف عيرا يديم صوته ونهيقه :


                                                          يجد سحيلة ويتير فيها     ويتبعها خناقا في زمال .



                                                          ويروى : ويبير ، ويروى : ويبين ، كل ذلك عن اللحياني . التهذيب في قوله : أتأرت النظر إذا حددته قال : بهمز الألفين غير ممدودة ، ثم قال : ومن ترك الهمز قال : أترت إليه النظر والرمي أتير تارة . وأترت إليه الرمي إذا رميته تارة بعد تارة ، فهو متار ، ومنه قول الشاعر :


                                                          يظل كأنه فرأ متار .



                                                          ابن الأعرابي : التائر المداوم على العمل بعد فتور . أبو عمرو : فلان يتار على أن يؤخذ أي : يدار على أن يؤخذ ، وأنشد لعامر بن كثير المحاربي :


                                                          لقد غضبوا علي وأشقذوني     فصرت كأنني فرأ يتار .



                                                          ويروى : متار ، وحكي : يا تارات فلان ، ولم يفسره ، وأنشد قول حسان :


                                                          لتسمعن وشيكا في دياركم :     الله أكبر ، يا تارات عثمانا !



                                                          قال ابن سيده : وعندي أنه مقلوب من الوتر الذي هو الدم وإن كان غير موازن به . وتير الرجل : أصيب التار منه ، هكذا جاء على صيغة ما لم يسم فاعله ، قال ابن هرمة :


                                                          حيي تقي ساكن القول وادع     إذا لم يتر ، شهم ، إذا تير ، مانع .



                                                          وتاراء : من مساجد سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين المدينة وتبوك ، ورأيت في حواشي ابن بري بخط الشيخ الفاضل رضي الدين الشاطبي ، وأظنه نسبه إلى ابن سيده ، قوله :


                                                          وما الدهر إلا تارتان : فمنهما     أموت ، وأخرى أبتغي العيش أكدح

                                                          .

                                                          أراد : فمنهما تارة أموتها أي : أموت فيها .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية