الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي في هذه السنة من الأعيان

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بريدة بن الحصيب الأسلمي ، كان إسلامه حين اجتاز به رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 611 ] وهو مهاجر إلى المدينة عند كراع الغميم ، فلما كان هناك تلقاه بريدة في ثمانين نفسا من أهله ، فأسلموا ، وصلى بهم صلاة العشاء ، وعلمه ليلتئذ صدرا من سورة " مريم " ، ثم قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة بعد أحد ، فشهد بقية المشاهد كلها ، وأقام بالمدينة ، فلما فتحت البصرة نزلها واختط بها دارا ، ثم خرج إلى غزو خراسان ، فمات بمرو في خلافة يزيد بن معاوية . ذكر موته غير واحد في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الربيع بن خثيم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبو يزيد الثوري الكوفي ، أحد أصحاب ابن مسعود . قال له عبد الله بن مسعود : ما رأيتك إلا ذكرت المخبتين ، ولو رآك رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحبك . وكان ابن مسعود يجله كثيرا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال الشعبي : كان الربيع من معادن الصدق ، وكان أورع أصحاب ابن مسعود . وقال ابن معين : لا يسأل عن مثله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وله مناقب كثيرة جدا ، أرخ ابن الجوزي وفاته في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      علقمة بن قيس أبو شبل النخعي الكوفي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      كان من أكابر أصحاب [ ص: 612 ] ابن مسعود وعلمائهم ، وكان يشبه بابن مسعود . وقد روى علقمة عن جماعة من الصحابة ، وعنه خلق من التابعين .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عقبة بن نافع الفهري

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      بعثه معاوية إلى إفريقية في عشرة آلاف ، فافتتحها ، واختط القيروان ، وكان موضعها غيضة لا ترام ; من السباع والحيات والحشرات ، فدعا الله تعالى ، فجعلن يخرجن بأولادهن من الأوكار والجحار ، فبناها ولم يزل بها حتى هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      غزا أقواما من البربر والروم ، فقتل شهيدا ، رضي الله عنه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عمرو بن حزم

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صحابي جليل ، استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على نجران وعمره سبع عشرة سنة ، وأقام بها مدة ، وأدرك أيام يزيد بن معاوية .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      مسلمة بن مخلد الأنصاري الزرقي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولد عام الهجرة ، وسمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وشهد فتح مصر ، وولي الجند بها لمعاوية ويزيد ، ومات في ذي القعدة من هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      نوفل بن معاوية الديلي

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صحابي جليل ، شهد بدرا وأحدا والخندق [ ص: 613 ] مع المشركين ، وكانت له في المسلمين نكاية ، ثم أسلم وحسن إسلامه ، وشهد فتح مكة وحنينا ، وحج مع أبي بكر سنة تسع ، وشهد حجة الوداع ، وعمر ستين سنة في الجاهلية ومثلها في الإسلام . قاله الواقدي . قال : وأدرك أيام يزيد بن معاوية . وقال ابن الجوزي : مات في هذه السنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها توفيت الرباب بنت امرئ القيس امرأة الحسين بن علي التي كانت حاضرة أهل العراق إذ هم يعدون في السبت أو في الجمعة على زوجها الحسين بن علي ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية