الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين

                                                                                                                                                                                                                                      فإن كذبوك قيل : الضمير لليهود ; لأنهم أقرب ذكرا ، ولذكر المشركين بعد ذلك بعنوان الإشراك ، وقيل : للمشركين ; فالمعنى على الأول : إن كذبتك اليهود في الحكم المذكور ، وأصروا على ما كانوا عليه من ادعاء قدم التحريم ،فقل لهم .

                                                                                                                                                                                                                                      ربكم ذو رحمة واسعة لا يؤاخذكم بكل ما تأتونه من المعاصي ، ويمهلكم على بعضها .

                                                                                                                                                                                                                                      ولا يرد بأسه بالكلية .

                                                                                                                                                                                                                                      عن القوم المجرمين فلا تنكروا ما وقع منه تعالى من تحريم بعض الطيبات عليكم عقوبة وتشديدا .

                                                                                                                                                                                                                                      وعلى الثاني : فإن كذبك المشركون فيما فصل من أحكام التحليل والتحريم ، فقل لهم : ربكم ذو رحمة واسعة ، لا يعاجلكم بالعقوبة على تكذيبكم ، فلا تغتروا بذلك ، فإنه إمهال لا إهمال .

                                                                                                                                                                                                                                      وقيل : ذو رحمة للمطيعين ، وذو بأس شديد على المجرمين ، فأقيم مقامه قوله تعالى : " ولا يرد بأسه ... " إلخ ; لتضمنه التنبيه على إنزال البأس عليهم ، مع الدلالة أنه لاحق بهم البتة من غير صارف يصرفه عنهم أصلا .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية