الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        واختار موسى قومه سبعين رجلا [155]

                                                                                                                                                                                                                                        مفعولان: أحدهما حذفت منه (من) وأنشد سيبويه :


                                                                                                                                                                                                                                        161 - منا الذي اختير الرجال سماحة وجودا إذا هب الرياح الزعازع



                                                                                                                                                                                                                                        فلما أخذتهم الرجفة أي: ماتوا قال رب لو شئت أهلكتهم من قبل أي: أمتهم، كما قال - جل وعز -: إن امرؤ هلك وإياي عطف، والمعنى: لو شئت أمتنا قبل أن نخرج إلى الميقات، فلم يتوهم الناس علينا أننا أحدثنا خروجا عن طاعتك أتهلكنا بما فعل السفهاء منا استفهام فيه معنى النفي، وهكذا هو في كلام العرب، وإذا كان نفيا كان بمعنى الإيجاب كما قال:


                                                                                                                                                                                                                                        162 - ألستم خير من ركب المطايا     وأندى العالمين بطون راح



                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 155 ] إن هي إلا فتنتك أي: ما هذا إلا اختبارك وتعبدك بما يشتد تضل بها من تشاء أي تضل بها الذين تشاء، والذين تشاؤهم الذين لا يصبرون عند البلاء ولا يرضون وتهدي من تشاء من صبر ورضي أنت ولينا ابتداء وخبر، وكذا وأنت خير الغافرين

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية