الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا ورئيا

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: أي الفريقين خير مقاما فيه وجهان: أحدهما: منزل إقامة في الجنة أو النار. والثاني: يعني كلام قائم بجدل واحتجاج أي: أمن فلجت حجته بالطاعة

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 386 ] خير أم من دحضت حجته بالمعصية ، وشاهده قول لبيد:


                                                                                                                                                                                                                                        ومقام ضيق فرجته بلساني وحسامي وجدل



                                                                                                                                                                                                                                        وأحسن نديا فيه وجهان: أحدهما: أفضل مجلسا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أوسع عيشا. ويحتمل ثالثا: أيهما خير مقاما في موقف العرض ، من قضى له بالثواب أو العقاب؟ وأحسن نديا منزل إقامة في الجنة أو في النار ، وقال ثعلب: المقام بضم الميم: الإقامة ، وبفتحها المجلس. قوله تعالى: أثاثا ورئيا فيه أربعة أوجه: أحدها: أن الأثاث: المتاع ، والرئي: المنظر ، قاله ابن عباس . قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                        أشاقت الظعائن يوم ولوا     بذي الرئي الجميل من الأثاث.



                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أن الأثاث ما كان جديدا من ثياب البيت ، والرئي الارتواء من النعمة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: الأثاث ما لا يراه الناس. والرئي ما يراه الناس.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: معناه أكثر أموالا وأحسن صورا. ويحتمل خامسا: أن الأثاث ما يعد للاستعمال ، والرئي ما يعد للجمال.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية