الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5618 [ ص: 217 ] 97 - باب: من صور صورة كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ

                                                                                                                                                                                                                              5963 - حدثنا عياش بن الوليد، حدثنا عبد الأعلى، حدثنا سعيد قال: سمعت النضر بن أنس بن مالك يحدث قتادة قال: كنت عند ابن عباس وهم يسألونه ولا يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، حتى سئل فقال: سمعت محمدا - صلى الله عليه وسلم - يقول: " من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ". [انظر: 2225 - مسلم: 2110 - فتح: 10 \ 393]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث سعيد: سمعت النضر بن أنس بن مالك يحدث قتادة قال: كنت عند ابن عباس وهم يسألونه ولا يذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، حتى سئل فقال: سمعت محمدا - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من صور صورة في الدنيا كلف يوم القيامة أن ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ". رواه خالد بن الحارث، عن سعيد فقال: عن قتادة، عن النضر، سمعت ابن عباس. هذا أخرجه الإسماعيلي، عن الحسن، عن حميد بن مسعدة، عن خالد.

                                                                                                                                                                                                                              هذا الحديث (أدخله) ابن بطال في الباب قبله، ثم نقل عن المهلب: أنه سأل عن وجه دخوله فيه، ثم قال: قيل: وجه ذلك - والله أعلم - أن اللعن في لغة العرب: الإبعاد عن رحمة الله بالعذاب، ومن كلفه الله أن ينفخ الروح فيما هو صوره، وهو لا يقدر على ذلك أبدا، فقد أبعده الله من رحمته، فأين أكبر من هذا اللعن؟

                                                                                                                                                                                                                              فصل:

                                                                                                                                                                                                                              وفي قوله: (كلف أن ينفخ فيه الروح) دليل بين أن الوعيد، إنما جاء

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 218 ] في تصوير ما له روح من الحيوان دون من صور الشجر والجمادات، فإنه ليس داخلا في معناه.

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف حديث ابن عباس فيه، وأن رجلا قال له: إن معيشتي من هذه التصاوير. فذكر له هذا الحديث، فاصفر الرجل، فلما رأى صفرته قال: فإن كنت لا بد صانعا، فعليك بهذه الشجر، وكل شيء ليس فيه روح .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية