الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5621 [ ص: 222 ] 100 - باب: حمل صاحب الدابة غيره بين يديه

                                                                                                                                                                                                                              وقال بعضهم: صاحب الدابة أحق بصدر الدابة، إلا أن يأذن له.

                                                                                                                                                                                                                              5966 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب: ذكر الأشر الثلاثة عند عكرمة، فقال: قال ابن عباس: أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد حمل قثم بين يديه، والفضل خلفه - أو قثم خلفه، والفضل بين يديه - فأيهم شر أو أيهم خير؟. [انظر: 1798 - فتح: 10 \ 396]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ثم ساق عن أيوب: ذكر شر الثلاثة عند عكرمة، فقال: قال ابن عباس - رضي الله عنهما - : أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد حمل قثم بين يديه، والفضل خلفه - أو قثم خلفه، والفضل بين يديه - فأيهم شر أو أيهم خير؟.

                                                                                                                                                                                                                              الشرح:

                                                                                                                                                                                                                              قال الجوهري: يقال: فلان شر الناس ولا يقال: أشر الناس إلا في لغة رديئة .

                                                                                                                                                                                                                              وقثم: وزن عمر، معدول عن قاثم وهو المعطي، فهو غير منصرف للعدل والتعريف.

                                                                                                                                                                                                                              (وقثم: هو ابن العباس وكان يشبه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، روى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . وعن أخيه الفضل، قال الحاكم: كان أخا الحسين بن علي من الرضاعة، وكان شبيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وآخر الناس به عهدا. واختلف في موضع قبره، فالصحيح: بسمرقند. وقيل: بمرو.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 223 ] ووقع في "الكمال" للمقدسي ذكره له في غير الصحابة، وأن البخاري روى له، وليس كما ذكر وإنما وقع ذكره فيه) .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (فأيهم شر أو أيهم خير) قال الجوهري: يقال: فلان خير الناس، ولا تقل: أخير. وفلانة خير الناس، ولا تقل: خيرة. لا تثنى ولا تجمع; لأنه في معنى أفعل، وأما قول الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                              ألا بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد



                                                                                                                                                                                                                              فإنما ثناه; لأنه أراد (خيري) مخففة مثل: ميت وميت، وهين وهين .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: (وقال بعضهم ..) إلى آخره، قد روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ذكره الترمذي من حديث علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، عن عبد الله بن بريدة - رضي الله عنه - عن أبيه: بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي إذ جاءه رجل ومعه حمار فقال: يا رسول الله، اركب، وتأخر الرجل، فقال - عليه السلام - : "لأنت أحق بصدر دابتك إلا أن تجعله لي " فقال: قد جعلته لك، فركب. ثم قال: حسن غريب .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 224 ] وحديث ابن عباس يدل على معنى الحديث; (أنه) - عليه السلام - كان أحق بصدر الدابة، فلما حمل (قثم) فضل بين يديه كان مقام (الإذن) في ذلك.

                                                                                                                                                                                                                              وأظن البخاري لم يرض بإسناد حديث ابن بريدة، فأدخل حديث ابن عباس; ليدل على معناه.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية