الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : وإذ أخذنا ميثاقكم الآيات .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 455 ] أخرج عبد بن حميد عن عاصم، أنه قرأ لا تسفكون دماءكم بنصب التاء وكسر الفاء ورفع الكاف .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج عبد بن حميد عن طلحة بن مصرف أنه قرأها (تسفكون) برفع الفاء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن أبي العالية في قوله : وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم يقول : لا يقتل بعضكم بعضا ولا تخرجون أنفسكم من دياركم يقول : لا يخرج بعضكم بعضا من الديار، ثم أقررتم بهذا الميثاق وأنتم تشهدون ، يقول : وأنتم شهود .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن إسحاق ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله : ثم أقررتم وأنتم تشهدون أن هذا حق من ميثاقي عليكم ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم أي : أهل الشرك حتى يسفكوا دماءهم معهم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم قال : يخرجونهم من ديارهم معهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان فكانوا إذا كان بين الأوس والخزرج حرب خرجت بنو قينقاع مع الخزرج وخرجت النضير وقريظة مع [ ص: 456 ] الأوس، وظاهر كل واحد من الفريقين حلفاءه على إخوانه، حتى تسافكوا دماءهم، فإذا وضعت الحرب أوزارها افتدوا أسراهم تصديقا لما في التوراة وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وقد عرفتم أن ذلك عليكم في دينكم وهو محرم عليكم في كتابكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض أتفادونهم مؤمنين بذلك وتخرجونهم كفرا بذلك .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن أبي العالية أن عبد الله بن سلام مر على رأس الجالوت بالكوفة، وهو يفادي من النساء من لم يقع عليه العرب، ولا يفادي من وقع عليه العرب، فقال له عبد الله بن سلام : أما إنه مكتوب عندك في كتابك أن فادوهن كلهن .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي، أنه قرأ وإن يأتوكم أسارى تفادوهم [ ص: 457 ] وأخرج سعيد بن منصور عن الحسن أنه قرأ أسارى تفادوهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي داود في " المصاحف " عن الأعمش قال : في قراءتنا " وإن يؤخذوا تفدوهم " .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : يكون أول الآية عاما وآخرها خاصا وقرأ هذه الآية ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله : أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة قال : استحبوا قليل الدنيا على كثير الآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية