الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون .

                                                                                                                                                                                                                                      أولئك ؛ الموصوفون بما ذكر من الأوصاف القبيحة؛ وهو مبتدأ؛ خبره قوله (تعالى): الذين اشتروا ؛ أي: آثروا؛ الحياة الدنيا ؛ واستبدلوها؛ بالآخرة ؛ وأعرضوا عنها؛ مع تمكنهم من تحصيلها؛ فإن ما ذكر من الكفر ببعض أحكام الكتاب إنما كان لمراعاة جانب حلفائهم؛ لما يعود إليهم منهم من بعض المنافع الدنية الدنيوية؛ فلا يخفف عنهم العذاب ؛ دنيويا كان أو أخرويا؛ ولا هم ينصرون ؛ بدفعه عنهم؛ شفاعة أو جبرا؛ والجملة معطوفة على ما قبلها؛ عطف الاسمية على الفعلية؛ أو "ينصرون" مفسر لمحذوف قبل الضمير؛ فيكون من عطف الفعلية على مثلها.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية