الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم إنه بما يعملون خبير

                                                                                                                                                                                                [ ص: 240 ] وإن كلا : التنوين عوض من المضاف إليه، يعني: وإن كلهم، وإن جميع المختلفين فيه، ليوفينهم : جواب قسم محذوف، واللام في "لما": موطئة للقسم، و "ما": مزيدة، والمعنى: وإن جميعهم والله ليوفينهم، ربك أعمالهم : من حسن وقبيح وإيمان وجحود، وقرئ: "وإن كلا" بالتخفيف على إعمال المخففة عمل الثقيلة، اعتبارا لأصلها الذي هو التثقيل، وقرأ أبي: "وإن كل لما ليوفينهم" على أن "إن" نافية، و"لما" بمعنى: إلا، وقراءة عبد الله مفسرة لها، وإن كل إلا ليوفينهم، وقرأ الزهري وسليمان بن أرقم: "وإن كلا لما ليوفينهم" بالتنوين، كقوله: أكلا لما [الفجر: 19]، والمعنى: وإن كلا ملمومين، بمعنى: مجموعين، كأنه قيل: وإن كلا جميعا، كقوله: فسجد الملائكة كلهم أجمعون [ص: 73]

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية