الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال تعالى:

                                                          فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين وأمطرنا عليهم مطرا فانظر كيف كان عاقبة المجرمين .

                                                          وهكذا عاقبهم الله تعالى بجعل أرضهم عاليها سافلها، وبحجارة نزلت عليهم; ولذا قال مالك إمام دار الهجرة: إن عقوبة الذين عندهم هذا الشذوذ الرجم; لأن الله تعالى رجمهم، سواء أكانوا محصنين أم كانوا غير محصنين.

                                                          وقال أبو حنيفة : إن هذا فساد ولم يوجد له حد منصوص عليه، فتكون عقوبته التعزير. وقال الشافعي : عقوبته كعقوبة الزنى في حالتي الإحصان وعدمه. وروي عن علي وأبي بكر وتبعهما بعض المجتهدين: الإحراق بالنار; لأن أبا بكر عندما أرسل إليه خالد كتابه الذي أشرنا إليه استشار الصحابة، فأشار علي بحرقهم بالنار فارتضاه.

                                                          [ ص: 2895 ] وإن هذا الشذوذ نراه الآن ذائعا في إنجلترا حتى أباحته قوانينها بالنص عليه، ويشتهر بينهم، حتى صار زواجا بين رجلين كما أشرنا.

                                                          وهو في أمريكا شائع ذائع، حتى رأينا من يشغل مناصب سياسية يقبض عليه متلبسا لا بأنه فاعل بل على أنه مفعول به; ولذا شاعت عندهم السياسة المتبجحة التي لا تخجل قط!!

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية