الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          [ ص: 93 ] باب الحاء واللام وما يثلثهما

                                                          ( حلم ) الحاء واللام والميم ، أصول ثلاثة : الأول ترك العجلة ، والثاني تثقب الشيء ، والثالث رؤية الشيء في المنام . وهي متباينة جدا ، تدل على أن بعض اللغة ليس قياسا ، وإن كان أكثره منقاسا .

                                                          فالأول : الحلم خلاف الطيش . يقال حلمت عنه أحلم ، فأنا حليم .

                                                          والأصل الثاني : قولهم حلم الأديم إذا تثقب وفسد ; وذلك أن يقع فيه دواب تفسده . قال :

                                                          فإنك والكتاب إلى علي كدابغة وقد حلم الأديم

                                                          والثالث قد حلم في نومه حلما وحلما . والحلم : صغار القردان . والحلمة : دويبة .

                                                          والمحمول على هذا حلمتا الثدي . فأما قولهم تحلم إذا سمن ، فإنما هو امتلأ ، كأنه قراد ممتلئ . قال :


                                                          إلى سنة قردانها لم تحلم

                                                          ويقال بعير حليم ، أي سمين . قال :


                                                          من الني في أصلاب كل حليم

                                                          [ ص: 94 ] والحالوم : شيء شبيه بالأقط . وما أراه عربيا صحيحا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية