الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5681 [ ص: 341 ] 37 - باب: قول الله - عز وجل - : من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها إلى آخر الآية [النساء: 85]

                                                                                                                                                                                                                              كفل [النساء: 85]: نصيب. قال أبو موسى: كفلين [الحديد: 28]: أجرين بالحبشية.

                                                                                                                                                                                                                              6028 - حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه كان إذا أتاه السائل أو صاحب الحاجة قال: " اشفعوا فلتؤجروا، وليقض الله على لسان رسوله ما شاء". [انظر: 1432 - مسلم: 2627 - فتح: 10 \ 451]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أبي موسى السالف في الباب قبله.

                                                                                                                                                                                                                              معنى قوله (بالحبشية) يعني: أن لغتهم في ذلك وافقت لغة العرب.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ( كفل : نصيب)، هو ما حكاه أهل اللغة، واشتقاقه من (الكساء) الذي يحويه راكب البعير على سنامه إذا ارتدفه لئلا يسقط. فتأويله: يؤتكم نصيبين تحفظا بكم من هلكة المعاصي كما يحفظ الكفل الراكب. وقال ابن فارس: الكفل: الضعف ، وقاله في "الصحاح" وزاد: ويقال: إنه النصيب .

                                                                                                                                                                                                                              وفيه: الحض على الشفاعة للمؤمنين في حوائجهم، وأن الشافع مأجور وإن لم يشفع في حاجته.

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 342 ] وقال أهل التأويل في قوله: من يشفع شفاعة حسنة يعني: في الدنيا يكن له نصيب منها في الآخرة. وقال مجاهد وغيره: نزلت هذه الآية في شفاعة الناس بعضهم لبعض ، وقد قيل في الآية: إن الشفاعة الحسنة الدعاء للمؤمنين، والسيئة الدعاء عليهم، وكانت اليهود تدعو عليهم. وقيل: هو في قول اليهود: السام عليكم. وقيل: المعنى: من يكن شفيعا لصاحبه في الجهاد يكن له نصيب من الأجر، ومن يكن شفيعا لآخر في باطل يكن له نصيب من الوزر. والكفل: الوزر والإثم، عن الحسن وقتادة. والقول الأول أشبه بالحديث وأولاها بتأويل الآية كما نبه عليه ابن بطال .

                                                                                                                                                                                                                              (فائدة غريبة:

                                                                                                                                                                                                                              روى الحافظ المنذري في جزء "غفران الذنوب ما تقدم منها وما تأخر" حديث ابن عباس رفعه: "من سعى لأخيه المسلم في حاجة قضيت له أو لم تقض غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وكتبت له براءتان: براءة من النار، وبراءة من النفاق" ثم قال: غريب، ورجال إسناده معروفون سوى أحمد بن بكار) .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية