الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 122 ] باب الصلاة في الكعبة

يجوز فرض الصلاة ونفلها في الكعبة وفوقها ، فإن قام الإمام في الكعبة وتحلق المقتدون حولها جاز ، وإن كانوا معه جاز ، إلا من جعل ظهره إلى وجه الإمام ، وإذا صلى الإمام في المسجد الحرام تحلق الناس حول الكعبة وصلوا بصلاته .

التالي السابق


باب الصلاة في الكعبة

( يجوز فرض الصلاة ونفلها في الكعبة وفوقها ) لقوله تعالى : ( وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود ) . وروى ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صلى داخل البيت بين [ ص: 123 ] ساريتين ، وبينه وبين الحائط مقدار ثلاثة أذرع ، ولأنها صلاة استجمعت شرائطها ، فتجوز ، والاستيعاب في التوجه ليس بشرط ، وعليه إجماع الناس من لدن الصدر الأول إلى يومنا ، ولأن القبلة اسم للبقعة والهواء إلى السماء ، لا نفس البناء على ما ذكرناه ; وكذا لو صلى على جبل أبي قبيس جازت صلاته لما بينا ، وما ورد من النهي عن ذلك محمول على الكراهة ، ونحن نقول به لما فيه من ترك التعظيم .

قال : ( فإن قام الإمام في الكعبة وتحلق المقتدون حولها جاز ) إذا كان الباب مفتوحا ؛ لأنه كقيامه في المحراب في غيره من المساجد .

قال : ( وإن كانوا معه جاز ) لأنه متوجه إلى الكعبة .

( إلا من جعل ظهره إلى وجه الإمام ) لأنه تقدم على إمامه .

قال : ( وإذا صلى الإمام في المسجد الحرام تحلق الناس حول الكعبة وصلوا بصلاته ) هكذا توارث الناس الصلاة فيه من لدن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا ; ومن كان منهم أقرب إلى الكعبة من الإمام جازت صلاته إن لم يكن في جانبه ؛ لأنه حينئذ يكون متقدما عليه ؛ لأن التقدم والتأخر إنما يظهر عند اتحاد الجانب ، أما عند اختلافه فلا .




الخدمات العلمية