الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
635 666 - حدثنا nindex.php?page=showalam&ids=16475عبد الله بن يوسف : أنا nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، أن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر nindex.php?page=hadith&LINKID=650626أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح ، ثم قال : ألا صلوا في الرحال ، ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة برد ومطر يقول : ( nindex.php?page=treesubj&link=32788_1625ألا صلوا في الرحال ) .
قد سبق هذا الحديث في ( باب : الأذان للمسافرين إذا كانوا جماعة ) ، خرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري هناك من رواية nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله بن عمر ، عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=650596أذن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في ليلة باردة بضجنان ، ثم قال : صلوا في رحالكم ، وأخبرنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يأمر مؤذنا يؤذن ، ثم يقول على إثره : ( nindex.php?page=hadith&LINKID=650596ألا صلوا في الرحال في الليلة الباردة أو المطيرة في السفر ) .
ففي هذه الرواية : أن ذلك كان في السفر ، وأنه كان في الليلة الباردة أو المطيرة .
وليس ذكر السفر في رواية nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك ، وفي روايته : إذا كانت ليلة ذات برد ومطر .
وظاهره : الجمع بين البرد والمطر في ليلة واحدة .
وروى nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق هذا الحديث عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع ، عن nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، قال : نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم بذاك في المدينة في الليلة المطيرة ، أو الغداة القرة .
[ ص: 93 ] خرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود .
ولا نعلم ذكر المدينة في حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر في هذه الرواية ، ورواية nindex.php?page=showalam&ids=16524عبيد الله أصح .
وأكثر أهل العلم على أن nindex.php?page=treesubj&link=32819_1627المطر والطين عذر يباح معه التخلف عن حضور الجمعة والجماعات ، ليلا ونهارا .
قال nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي : قد رخص أهل العلم في القعود عن الجماعة والجمعة في المطر والطين ، وسمى منهم : nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=12418وإسحاق .
وحكاه بعض أصحابنا عن جمهور العلماء .
وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=16867مالك : أن المطر ليس بعذر في ترك الجمعة خاصة .
وروي نحوه عن nindex.php?page=showalam&ids=17191نافع مولى ابن عمر .
وقال nindex.php?page=showalam&ids=16004سفيان الثوري : لا يرخص لأحد في ترك الجمعة إذا كان في مصر يجمع فيه ، إلا لمرض مضن ، أو خوف مقطع .
وحكي عن nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد رواية أخرى : أن المطر والوحل ليس بعذر في الحضر ، إنما هو عذر في السفر ؛ لأن الأحاديث الصحيحة إنما جاءت بذلك في السفر ، كحديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر ، وفي ( صحيح nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم ) من حديث nindex.php?page=showalam&ids=36جابر ، نحوه ، وليس في الحضر إلا حديث nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق المتقدم ، وحديث يروى عن نعيم النحام ، وقد ذكرناه في ( أبواب : الأذان ) ، وفي إسناده مقال .
ومقتضى هذا القول : أن الجمعة لا يباح تركها بذلك ؛ لأنها لا تكون إلا في الحضر ، ولكن قد روي عن جماعة من الصحابة أنه يعذر في ترك الجمعة بالمطر والطين ، منهم : nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس وعبد الرحمن بن سمرة وأسامة بن عمير والد [ ص: 94 ] أبي المليح ، ولا يعرف عن صحابي خلافهم ، وقولهم أحق أن يتبع .
وروى هشام ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، قال : قال nindex.php?page=showalam&ids=16972محمد بن سيرين : ما كان يختلف إذا كان يوم الجمعة في يوم مطر في الرخصة للرجل أن يجلس عن الجمعة في بيته .
خرجه nindex.php?page=showalam&ids=14906الفريابي في ( كتاب الصلاة ) .
وذكر nindex.php?page=showalam&ids=12918ابن المنذر : أن المطر عذر في الليلة المطيرة .
وهذا يفهم منه أنه لا يكون عذرا في النهار ؛ لأن حديث nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر إنما فيه ذكر الليل .
ولكن روى nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11915أبي المليح بن أسامة ، عن أبيه ، nindex.php?page=hadith&LINKID=672816أن يوم حنين كان يوم مطر ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم مناديه : أن الصلاة في الرحال .
خرجه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد nindex.php?page=showalam&ids=11998وأبو داود nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13114وابن خزيمة nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان في ( صحيحيهما ) ، nindex.php?page=showalam&ids=14070والحاكم .
وخرجه nindex.php?page=showalam&ids=11998أبو داود - أيضا - من طريق nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة ، عن nindex.php?page=showalam&ids=11915أبي المليح ، عن أبيه ، أنه nindex.php?page=hadith&LINKID=672817شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمان الحديبية في يوم جمعة ، وأصابهم مطر لم يبل أسفل نعالهم ، فأمرهم أن يصلوا في رحالهم .
وخرجه الإمام nindex.php?page=showalam&ids=12251أحمد من حديث nindex.php?page=showalam&ids=16102شعبة ، عن عمرو بن أوس ، عن رجل ، حدثه مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : nindex.php?page=hadith&LINKID=702904نادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم مطر : صلوا في الرحال .
[ ص: 95 ] وروي من حديث نعيم النحام ، أن ذلك كان في أذان الصبح ، وقد سبق ذكره .
ولأن الصحابة جعلوا المطر والطين عذرا في ترك الجمعة ، والجمعة إنما تقام نهارا ، فعلم أن ذلك عندهم عذر في الليل والنهار .
وقد روي في حديث مرسل ، خرجه nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع عن nindex.php?page=showalam&ids=15291المغيرة بن زياد ، عن nindex.php?page=showalam&ids=16568عطاء ، nindex.php?page=hadith&LINKID=99868أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر ، فأصابهم مطر ، فصلى بالناس في رحالهم ، وبلال يسمع الناس التكبير .
وهو مرسل .
وهو يدل على أنهم صلوا جماعة ، لكن كل إنسان صلى في رحله ، وهذا غريب جدا .
وأما الريح الشديدة الباردة ، فقال أصحابنا : هي عذر في ترك الجماعة في الليلة المظلمة خاصة .