الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        يا بني إسرائيل قد أنجيناكم من عدوكم وواعدناكم جانب الطور الأيمن ونزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تطغوا فيه فيحل عليكم غضبي ومن يحلل عليه غضبي فقد هوى وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: ولا تطغوا فيه وفيه ثلاثة أوجه: أحدها: لا تكفروا به.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: لا تدخروا منه لأكثر من يوم وليلة ، قال ابن عباس: فدود عليهم ما ادخروه ، ولولا ذلك ما دود طعام أبدا.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: لا تستعينوا برزقي على معصيتي. فيحل عليكم غضبي قرئ بضم الحاء وبكسرها ومعناه بالضم ينزل ، وبالكسر يجب. فقد هوى فيه وجهان: أحدهما: فقد هوى في النار.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: فقد هلك في الدنيا. قوله عز وجل: وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا أي غفار لمن تاب من الشرك وآمن يعني بالله ورسوله وعمل صالحا يريد العمل بأوامره والوقوف عند نواهيه. ثم اهتدى فيه ستة تأويلات: أحدها: ثم لم يشك في إيمانه ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 417 ] الثاني: لزم الإيمان حتى يموت ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: ثم أخذ بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، قاله الربيع بن أنس.

                                                                                                                                                                                                                                        الرابع: ثم أصاب العمل ، قاله ابن زيد.

                                                                                                                                                                                                                                        الخامس: ثم عرف جزاء عمله من خير بثواب ، أو شر بعقاب ، قاله الكلبي.

                                                                                                                                                                                                                                        السادس: ثم اهتدى في ولاية أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، قاله ثابت.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية