الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                        صفحة جزء
                        [ ص: 330 ] [ ص: 331 ] الباب الثاني : في النواهي

                        وفيه مباحث ثلاثة

                        المبحث الأول : في معنى النهي لغة واصطلاحا

                        اعلم أن النهي في اللغة معناه المنع ، يقال : نهاه عن كذا ، أي منعه منعه عنه ، ومنه سمي العقل نهية ; لأنه ينهى صاحبه عن الوقوع فيما يخالف الصواب ويمنعه عنه ، وهو في الاصطلاح القول الإنشائي الدال على طلب كف عن فعل على جهة الاستعلاء ، فخرج الأمر ; لأنه طلب فعل ، غير كف ، وخرج الالتماس والدعاء ; لأنه لا استعلاء فيهما .

                        وأورد على هذا الحد قول القائل : كف عن كذا .

                        وأجيب بأنه ملتزم ملتزم لكونه من جملة أفراد النهي فلا يرد يرد النقض به ، ولهذا قيل إن اختلافهما باختلاف الحيثيات والاعتبارات ، فقولنا : كف كف عن عن الزنا باعتبار الإضافة إلى الكف أمر ، وإلى الزنا نهي .

                        وأوضح صيغ النهي : لا تفعل كذا ، ونظائرها ، ويلحق بها اسم لا تفعل من أسماء الأفعال ، كـ ( مه ) فإن معناه لا تفعل و ( صه ) فإن معناه لا تتكلم ، وقد تقدم في حد الأمر ما إذا رجعت رجعت إليه عرفت عرفت ما يريد في هذا المقام من الكلام اعتراضا ودفعا .

                        التالي السابق


                        الخدمات العلمية