الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                                            ( 1227 ) فصل : فإن كان الكلب الأسود البهيم واقفا بين يدي المصلي ، أو نائما ولم يمر بين يديه ففيه روايتان : إحداهما ، تبطل ; لأنه بين يديه أشبه المار ، وقد قالت عائشة : عدلتمونا بالكلاب والحمر وذكرت في معارضة ذلك ودفعه أنها كانت تكون معترضة بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ، كاعتراض الجنازة . فيدل ذلك على التسوية بينهما .

                                                                                                                                            ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { يقطع الصلاة المرأة ، والحمار ، والكلب } . ولم يذكر مرورا . والثانية ، لا تبطل الصلاة به ; لأن الوقوف والنوم مخالف لحكم المرور ، بدليل أن عائشة كانت تنام بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يكرهه ، ولا ينكره ، وقد قال في المار : " لكان أن يقف أربعين ، خير له من أن يمر بين يديه " . وكان يصلي إلى البعير ، ولو مر بين يديه لم يدعه ، ولهذا منع البهيمة من المرور .

                                                                                                                                            وكان ابن عمر يقول لنافع : ولني ظهرك . ليستتر به ممن يمر بين يديه . وقعد عمر بين يدي المصلي يستره من المرور . فدل على أن الوقوف ليس في حكم المرور ، فلا يقاس عليه . وقول النبي صلى الله عليه وسلم : " يقطع الصلاة " . لا بد فيه من إضمار المرور أو غيره ، فيتعين حمله عليه

                                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                                            الخدمات العلمية