الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله وقالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلى الله راغبون

                                                                                                                                                                                                                                        ومنهم من يلمزك يعيبك . وقرأ يعقوب (يلمزك) بالضم وابن كثير « يلامزك » . في الصدقات في قسمها . فإن أعطوا منها رضوا وإن لم يعطوا منها إذا هم يسخطون قيل إنها نزلت في أبي الجواظ المنافق قال : ألا ترون إلى صاحبكم إنما يقسم صدقاتكم في رعاة الغنم ويزعم أنه يعدل .

                                                                                                                                                                                                                                        وقيل في ابن ذي الخويصرة رأس الخوارج ، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم غنائم حنين فاستعطف قلوب أهل مكة بتوفير الغنائم عليهم فقال : اعدل يا رسول الله فقال : « ويلك إن لم أعدل فمن يعدل » .

                                                                                                                                                                                                                                        و إذا للمفاجأة نائب مناب الفاء الجزائية .

                                                                                                                                                                                                                                        ولو أنهم رضوا ما آتاهم الله ورسوله ما أعطاهم الرسول من الغنيمة أو الصدقة ، وذكر الله للتعظيم وللتنبيه على أن ما فعله الرسول عليه الصلاة والسلام كان بأمره . وقالوا حسبنا الله كفانا فضله سيؤتينا الله من فضله صدقة أو غنيمة أخرى . ورسوله فيؤتينا أكثر مما آتانا . إنا إلى الله راغبون في أن يغنينا من فضله ، والآية بأسرها في حيز الشرط ، والجواب محذوف تقديره خيرا لهم . ثم بين مصارف الصدقات تصويبا وتحقيقا لما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم فقال :

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية