الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                      صفحة جزء
                                                      [ معنى العصمة ] ثم القائلون بالعصمة ، اختلفوا في معناها ، فقيل المعصوم من لا يمكنه الإتيان بالمعاصي . وقيل : يمكنه ثم الأولون اختلفوا ، فقيل : إنه يختص في نفسه أو بدنه بخاصية ، تقتضي امتناع إقدامه عليها ، وقيل : هو مساو لغيره في خواص بدنه ، ولكن فسر العصمة بالقدرة على الطاعة ، وعدم القدرة على المعصية ، وهو قول الأشعري حكاه في " المحصول " . واحتج بعضهم لإمكان الوقوع مع أن الله منعهم منها بألطافه بهم من صرف دواعيهم عنها بما يلهمهم إياه من ترغيب أو ترهيب أو كمال معرفة ونحوه بقوله تعالى : { قل إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم } ، وقال التلمساني : المعني بالعصمة عند الأشعرية تهيئة العبد للموافقة مطلقا ، وذلك يرجع إلى خلق القدرة على كل طاعة أمروا بها ، والقدرة تقارن وقوع المقدور ، كما قالوا : إن التوفيق خلق القدرة على الطاعة ، فإذن العصمة توفيق عام ، وردت المعتزلة العصمة إلى خلق ألطاف [ ص: 18 ] تقرب فعل الطاعة ، ولم يردوها إلى القدرة ; لأن القدرة عندهم على الشيء حاصلة لضده . قال القاضي أبو بكر : ولا تطلق العصمة في غير الأنبياء والملائكة على وجه التعظيم لهم في التحمل بما يؤدونه عن الله تعالى . قلت : ووقع في كلام الشافعي في " الرسالة " : وأسأله العصمة .

                                                      التالي السابق


                                                      الخدمات العلمية