الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              5769 [ ص: 496 ] 78 - باب: "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت"

                                                                                                                                                                                                                              6120 - حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا منصور، عن ربعي بن حراش، حدثنا أبو مسعود قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت". [انظر: 3483 - فتح: 10 \ 523].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث منصور، عن ربعي بن حراش، ثنا أبو مسعود عقبة بن عمرو البدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت".

                                                                                                                                                                                                                              (هذا الحديث انفرد بإخراجه البخاري، وقد سلف قبيل المناقب) . يريد أن الحياء ممدوح على ألسنة الأنبياء الأولين - صلى الله عليهم وسلم - ، ولم ينسخ في جملة ما نسخ من شرائعهم، قاله الخطابي .

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: ("اصنع") أمر، ومعناه: الخبر، أي: إذا لم يكن لك حياء يمنعك من القبيح صنعت ما شئت، يريد ما تأمرك به النفس من الهوى.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه وجه آخر: افعل ما شئت، ما لا تستحي منه. أي: لا تفعل ما تستحي منه.

                                                                                                                                                                                                                              وفيه وجه ثالث: أن معناه الوعيد كـ: اعملوا ما شئتم [فصلت: 40] ولم يطلقهم تعالى على الكفر وفعل المعاصي، بل توعدهم بهذا اللفظ; لأنه تعالى قد بين لهم ما يأتون وما (يذرون) .

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 497 ] كقوله - عليه السلام - : "من باع الخمر فليشقص الخنازير" .

                                                                                                                                                                                                                              (فلو) لم يكن في هذا إباحة تشقيص الخنازير إذ الخمر يحرم شربها، محظور بيعها.

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن بطال: وهذا التأويل أولى، وهو الشائع في لسان العرب، ولم يقل أحد في تأويل الآية المذكورة غيره .




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية