الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ مقتل حاطب ومقالة أبيه ]

قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن رجلا منهم كان يدعى حاطب بن أمية بن رافع ، وكان له ابن يقال له يزيد بن حاطب ، أصابته جراحة يوم أحد ، فأتي به إلى دار قومه وهو بالموت ، فاجتمع إليه أهل الدار ، فجعل المسلمون يقولون له من الرجال والنساء : أبشر يا ابن حاطب بالجنة قال : وكان حاطب شيخا قد عسا في الجاهلية ، فنجم يومئذ نفاقه ، فقال : بأي شيء تبشرونه ؟ بجنة من حرمل غررتم والله هذا الغلام من نفسه .

[ مقتل قزمان منافقا كما حدث الرسول بذلك ]

قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال : كان فينا رجل أتى لا يدرى ممن هو ، يقال له : قزمان ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ، إذا ذكر له : إنه لمن أهل النار ، قال : فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا ، فقتل وحده ثمانية أو سبعة من المشركين ، وكان ذا بأس ، فأثبتته الجراحة ، فاحتمل إلى دار بني ظفر ، قال : فجعل رجال من المسلمين يقولون له : والله لقد أبليت اليوم يا قزمان ، فأبشر ، قال : بماذا أبشر ؟ فوالله إن قاتلت إلا عن أحساب قومي ، ولولا ذلك ما قاتلت . قال : فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما من كنانته ، فقتل به نفسه

التالي السابق


الخدمات العلمية