الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قال الممثلون للشعب، أو الحاضرون منه، أو من جمعوهم ليؤلبوهم على موسى وهارون: قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم

                                                          كان أمرا خطيرا ذلك الذي جاء به موسى، فما تعودوا من فرعون إلا أن يأمر وحده، وأن يطاع وحده، فيجيء من تربى في بيته، ويصدع بين يديه بالحق، يشتد في دعوته، ويجيء الكبراء يحرضون الشعب عليه، إنه لأمر خطير، لم يعهدوه، فلا بد أن تجمع الجموع لتتضافر في مقاومته.

                                                          [ ص: 2923 ] قال الذين تكلموا من الشعب: أرجه وأخاه أي أرجئه وأخاه، أي أجله زمنا، و(أرجه) أصلها أرجئه وأخاه، فحذفت الهمزة تخفيفا، والضمير يعود على موسى ، وأخوه هو هارون الذي أرسله الله تعالى مع موسى ردءا له يعضده، ويعاونه، أرجئهما أي أجلهما، وقيل: أرجه بمعنى احبسه، ونرى أن (أرجه) معناه تأجيلهما، والشعب أو المتكلمون باسمه كانوا أقرب إلى النصفة; لأنهم يقولون: لا تتعجل أمرهما حتى ندرسه مع أهل الخبرة بالسحر وأرسل في المدائن في قرى مصر وريفها حاشرين اسم فاعل من حشر، أي جامعين الناس لمشهد عظيم

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية