الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        إن الذين تدعون من دون الله [194]

                                                                                                                                                                                                                                        اسم إن عباد خبره أمثالكم نعت، وحكى أبو حاتم سهل بن محمد السجستاني أن سعيد بن جبير قرأ (إن الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم) بتخفيف (إن) وكسرها لالتقاء الساكنين، ونصب (عبادا) بالتنوين، ونصب (أمثالكم) قال: يريد ما الذين تدعون من دون الله بعباد أمثالكم، أي: هن حجارة وأصنام وخشب.

                                                                                                                                                                                                                                        قال أبو جعفر : وهذه القراءة لا ينبغي أن يقرأ بها من ثلاث جهات:

                                                                                                                                                                                                                                        إحداها أنها مخالفة للسواد.

                                                                                                                                                                                                                                        والثانية أن سيبويه يختار الرفع في خبر (إن) إذا كانت بمعنى (ما) فيقول: إن زيد منطلق؛ لأن عمل (ما) ضعيف، و(إن) بمعناها فهي أضعف منها.

                                                                                                                                                                                                                                        والجهة الثالثة أن الكسائي زعم أن (إن) لا [ ص: 169 ] تكاد تأتي في كلام العرب بمعنى (ما) إلا أن يكون بعدها إيجاب، كما قال - جل وعز -: إن الكافرون إلا في غرور

                                                                                                                                                                                                                                        فليستجيبوا لكم الأصل أن تكون اللام مكسورة، فحذفت الكسرة لثقلها، وأن اللام قد اتصلت بما قبلها إن كنتم صادقين خبر كنتم، وفي الكلام حذف، والمعنى: فادعوهم إلى أن يتبعوكم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين أنهم آلهة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية