الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وقوله - جل وعز - : قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ؛ معناه : الذين لا يؤمنون بالله إيمان الموحدين؛ لأنهم أقروا بأن الله خالقهم؛ وأنه له ولد؛ وأشرك المشركون معه الأصنام؛ فأعلم الله - عز وجل - أن هذا غير إيمان بالله؛ وأن إيمانهم بالبعث ليس على جهة إيماننا؛ لأنهم لا يقرون بأن أهل الجنة يأكلون ويشربون؛ وليس يقرون باليوم الآخر؛ كما أعلم الله - جل وعز -؛ وليس يدينون بدين الحق؛ فأمر الله بقتل الكافرين كافة؛ إلا أن يعطوا الجزية عن يد؛ وفرض قبول الجزية من أهل الكتاب؛ وهم النصارى؛ واليهود. [ ص: 442 ] وسن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المجوس؛ والصابئين؛ أن يجروا مجرى أهل الكتاب في قبول الجزية؛ فأما عبدة الأوثان من العرب فليس فيهم إلا القتل؛ وكذلك من غيرهم؛ وقوله : حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ؛ قيل : معنى " عن يد " : عن ذل؛ وقيل : " عن يد " : عن قهر؛ وذل؛ كما تقول : " اليد في هذا لفلان " ؛ أي : الأمر النافذ لفلان؛ وقيل : " عن يد " : أي : عن إنعام عليهم بذلك؛ لأن قبول الجزية منهم؛ وترك أنفسهم نعمة عليهم؛ ويد من المعروف جزيلة.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية