الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا فاستمتعوا بخلاقهم فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم وخضتم كالذي خاضوا أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك هم الخاسرون

                                                                                                                                                                                                                                        كالذين من قبلكم أي أنتم مثل الذين ، أو فعلتم مثل فعل الذين من قبلكم . كانوا أشد منكم قوة وأكثر أموالا وأولادا بيان لتشبيههم بهم وتمثيل حالهم بحالهم . فاستمتعوا بخلاقهم نصيبهم من ملاذ الدنيا ، واشتقاقه من الخلق بمعنى التقدير فإنه ما قدر لصاحبه . فاستمتعتم بخلاقكم كما استمتع الذين من قبلكم بخلاقهم ذم الأولين باستمتاعهم بحظوظهم المخدجة من الشهوات الفانية والتهائهم بها عن النظر في العاقبة والسعي في تحصيل اللذائذ الحقيقية تمهيدا لذم المخاطبين بمشابهتهم واقتفاء أثرهم . وخضتم ودخلتم في الباطل . كالذي خاضوا كالذين خاضوا ، أو كالفوج الذي خاضوا ، أو كالخوض الذي خاضوه .

                                                                                                                                                                                                                                        أولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة لم يستحقوا عليها ثوابا في الدارين . وأولئك هم الخاسرون الذين خسروا الدنيا والآخرة .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية