الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:


      وجاعل الليل وأولى فالق وحذف حسبانا ولفظ خالق


      بمنصف..............      .........................

      أخبر في الشطر الأول عن شيوخ النقل بالخلاف في حذف ألف: "جاعل الليل" [ ص: 100 ] والكلمة الأولى من "فالق".

      أما "جاعل الليل" ففي "الأنعام": "وجاعل الليل سكنا"، وقد قرأه الكوفيون بفتح العين واللام من غير ألف، وبنصب اللام من الليل، واحترز ب: "جاعل" المجاور "لليل" عما في "آل عمران": وجاعل الذين اتبعوك .

      وعما في "فاطر": جاعل الملائكة رسلا ، فإنهما ثابتان من غير خلاف.

      وأما: إني جاعل في الأرض خليفة ، في "البقرة" فخارج عن الترجمة لتقدمه عليها، وهو ثابت أيضا.

      وأما الكلمة الأولى من "فالق" ففي "الأنعام": إن الله فالق الحب والنوى .

      واحترز بقوله "أولى فالق" عن الكلمة الثانية فيها وهي: "فالق الإصباح"؛ فإن الخلاف فيها خاص بأبي داود، كما سينص عليه، واستحب أبو داود حذف الألف في "جاعل الليل"، وبالحذف فيه وفي "فالق الحب" جرى عملنا.

      ثم أخبر الناظم بوقوع حذف ألف: "حسبانا" المنصوب المنون، وحذف ألف لفظ "خالق" في المنصف.

      أما "حسبانا" ففي "الأنعام": والشمس والقمر حسبانا .

      وفي "الكهف": ويرسل عليها حسبانا من السماء .

      وخرج ب: "حسبانا" المنصوب المنون ما وقع في "الرحمن"، وهو: الشمس والقمر بحسبان ، فإن ألفه ثابتة.

      ووزن حسبان فعلان، وسيأتي للناظم ثبت فعلان لأبي عمرو.

      وأما "خالق" ففي "الأنعام": لا إله إلا هو خالق كل شيء .

      وفي "فاطر": هل من خالق غير الله .

      وفي "الحشر": الخالق البارئ المصور ، وهذا اللفظ متعدد ومنوع. كما مثل، وكان حق الناظم أن يذكر لأبي داود حذف ألف: "خالق" الواقع في "الحشر"; لأنه نص في "التنزيل" عليه، ووزن: "خالق"، فاعل، وسيأتي للناظم ثبت فاعل لأبي عمرو، والعمل عندنا على الحذف في: "حسبانا" المنصوب المنون، وفي لفظ "خالق" حيث وقع، وقوله: "جاعل الليل" عطف على "أرأيت"، و: "أولى" عطف على "جاعل الليل"، ولفظ: "خالق" بالخفض عطف على: "حسبانا"، والباء في بمنصف بمعنى "في".

      التالي السابق


      الخدمات العلمية