الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وهذا بيان أمور مفيدة في ذلك‏ :

أحدها‏ : ينبغي أن يكون اعتناؤه - من بين ما يلتبس - بضبط الملتبس من أسماء الناس أكثر ، فإنها لا تستدرك بالمعنى ، ولا يستدل عليها بما قبل ، وما بعد‏ . ‏

الثاني‏ : يستحب في الألفاظ المشكلة أن يكرر ضبطها ، بأن يضبطها في متن الكتاب ، ثم يكتبها قبالة ذلك في الحاشية مفردة مضبوطة ، فإن ذلك أبلغ في إبانتها ، وأبعد من التباسها ، وما ضبطه في أثناء الأسطر ربما داخله نقط غيره وشكله ، مما فوقه ، وتحته ، لا سيما عند دقة الخط ، وضيق الأسطر ، وبهذا جرى رسم جماعة من أهل الضبط ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

[ ص: 185 ] الثالث‏ : يكره الخط الدقيق من غير عذر يقتضيه‏ . ‏

روينا عن حنبل بن إسحاق‏ قال : رآني أحمد بن حنبل ، وأنا أكتب خطا دقيقا ، فقال‏ : " لا تفعل ، أحوج ما تكون إليه يخونك‏ " . ‏ وبلغنا عن بعض المشايخ أنه كان إذا رأى خطا دقيقا قال‏ : " هذا خط من لا يوقن بالخلف من الله‏ " . ‏

والعذر في ذلك هو مثل أن لا يجد في الورق سعة ، أو يكون رحالا يحتاج إلى تدقيق الخط ، ليخف عليه محمل كتابه ، ونحو هذا ،

[ والله أعلم‏‏‏‏ ] . ‏

الرابع‏ : يختار له في خطه التحقيق ، دون المشق والتعليق‏ . ‏

بلغنا عن ابن قتيبة قال‏ : قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " شر الكتابة المشق ، وشر القراءة الهذرمة ، وأجود الخط أبينه " ، والله أعلم‏‏‏‏ . ‏

التالي السابق


الخدمات العلمية