الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين

                                                                                                                                                                                                                                        قوله تعالى: الذين آتيناهم الكتاب يعني اليهود والنصارى، أوتوا التوراة، والإنجيل. يعرفونه كما يعرفون أبناءهم فيه قولان: أحدهما: يعرفون أن تحويل القبلة عن بيت المقدس إلى الكعبة حق كما يعرفون أبناءهم. والثاني: يعرفون الرسول وصدق رسالته كما يعرفون أبناءهم. وإن فريقا منهم يعني علماءهم وخواصهم. [ ص: 205 ]

                                                                                                                                                                                                                                        ليكتمون الحق فيه قولان: أحدهما: أن الحق هو استقبال الكعبة. والثاني: أن الحق محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا قول مجاهد وقتادة . وهم يعلمون يحتمل وجهين: أحدهما: يعلمون أنه حق متبوع. والثاني: يعلمون ما عليه من العقاب المستحق. الحق من ربك يعني استقبال الكعبة، لا ما أخبرتك به شهود من قبلتهم. فلا تكونن من الممترين أي من الشاكين يقال: امترى فلان في كذا إذا اعترضه اليقين مرة، والشك أخرى، فدافع أحدهما بالآخر. فإن قيل: أفكان شاكا حين نهى عنه؟ قيل: هذا وإن كان خطابا للنبي صلى الله عليه وسلم فالمراد به غيره من أمته.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية