الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                  قوله تعالى : ( وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا ) الآية [ 72 ] .

                                                                                                                                                                  214 - قال الحسن والسدي : تواطأ اثنا عشر حبرا من يهود خيبر [ وقرى عرينة ] وقال بعضهم لبعض : ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد ، واكفروا به في آخر النهار ، وقولوا : إنا نظرنا في كتبنا ، وشاورنا علماءنا ، فوجدنا محمدا ليس بذلك ، وظهر لنا كذبه وبطلان دينه ، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم وقالوا : إنهم أهل كتاب ، وهم [ ص: 58 ] أعلم به منا ، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم . فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأخبر [ به ] نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين .

                                                                                                                                                                  215 - [ و ] قال مجاهد ، ومقاتل ، والكلبي ، : هذا في شأن القبلة ، لما صرفت إلى الكعبة ، شق ذلك على اليهود لمخالفتهم ، فقال كعب بن الأشرف وأصحابه : آمنوا بالذي أنزل على محمد من أمر الكعبة ، وصلوا إليها أول النهار ، ثم اكفروا بالكعبة آخر النهار ، وارجعوا إلى قبلتكم الصخرة ، لعلهم يقولون : هؤلاء أهل كتاب وهم أعلم منا . فربما يرجعون إلى قبلتنا . فحذر الله تعالى نبيه مكر هؤلاء ، وأطلعه على سرهم ، وأنزل : ( وقالت طائفة من أهل الكتاب ) الآية .

                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية