الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        وإذا رآك الذين كفروا إن يتخذونك إلا هزوا أهذا الذي يذكر آلهتكم وهم بذكر الرحمن هم كافرون خلق الإنسان من عجل سأريكم آياتي فلا تستعجلون ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين لو يعلم الذين كفروا حين لا يكفون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون بل تأتيهم بغتة فتبهتهم فلا يستطيعون ردها ولا هم ينظرون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله عز وجل: خلق الإنسان من عجل فيه قولان: أحدهما: أن المعني بالإنسان آدم ، فعلى هذا في قوله: من عجل ثلاثة تأويلات: أحدها: أي معجل قبل غروب الشمس من يوم الجمعة وهو آخر الأيام الستة ، قاله مجاهد والسدي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: أنه سأل ربه بعد إكمال صورته ونفخ الروح في عينيه ولسانه أن يعجل إتمام خلقه وإجراء الروح في جميع جسده، قاله الكلبي.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: أن معنى من عجل أي من طين، ومنه قول الشاعر:

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 448 ]

                                                                                                                                                                                                                                        والنبع في الصخرة الصماء منبته والنخل ينبت بين الماء والعجل



                                                                                                                                                                                                                                        والقول الثاني: أن المعني بالإنسان الناس كلهم ، فعلى هذا في قوله: من عجل ثلاثة تأويلات: أحدها: يعني خلق الإنسان عجولا ، قاله قتادة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني: خلقت العجلة في الإنسان قاله ابن قتيبة.

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث: يعني أنه خلق على حب العجلة. والعجلة تقديم الشيء قبل وقته ، والسرعة تقديمه في أول أوقاته.

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية