الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون كان بنو إسرائيل متململين من عذاب فرعون من قبل موسى - عليه السلام - ورجوا من مجيئه أن يرحمهم الله تعالى من عذابه على يد موسى - عليه السلام - وقد غلبه بالحجة الباهرة، وكان هو وقومه صاغرين أمام حجة الحق وقوته.

                                                          ومن يكون من عذاب يتلهف على الرحمة، ويطلبها سريعا، ولكن فرعون قرر استمرار عذابهم، فقالوا متململين: قد أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا، قال: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض.

                                                          طمأنهم موسى بأن الله لا يخلف وعده، وأنه وعده بهلاك الطاغية العاتي; ولذا قال: عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون يتضمن كلام موسى الكليم - عليه السلام - أمورا ثلاثة:

                                                          [ ص: 2932 ] أولها - رجاء هلاك فرعون; لأن الله أعلمه بذلك، وأن لذلك وقتا معلوما، لم يحن حينه.

                                                          ثانيها - أنهم يرثون الأرض من بعده، وأنهم سيكونون مستقلين أحرارا ليس لأحد عليهم سلطان إلا الله.

                                                          ثالثها - أنه قد تكون مخالفات ومناقضات، ولذا قال: فينظر كيف تعملون أي: فيرى منكم عملكم أو يقدر لكم من الجزاء بمقدار عملكم، والله بكل شيء عليم.

                                                          وإن سياق القصص القرآني قد يشير إلى أن فرعون عندما كان يقتل الأبناء ويستحيي النساء - ما كان يستأصل، بل فرض فيهم هذه العقوبة يستعملها متى يشاء.

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية