الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 453 ] وقوله - جل وعز - : قل أنفقوا طوعا أو كرها ؛ وإن شئت : " كرها " ؛ بالضم؛ هذا لفظ أمر؛ ومعناه معنى الشرط؛ والجزاء؛ والمعنى : أنفقوا طائعين؛ أو مكرهين؛ لن يتقبل منكم؛ ومثل هذا من الشعر قول كثير :


                                                                                                                                                                                                                                        أسيئي بنا أو أحسني لا ملومة ... لدينا ولا مقلية إن تقلت



                                                                                                                                                                                                                                        فلم يأمرها بالإساءة؛ ولكن أعلمها أنها إن أساءت أو أحسنت فهو على عهدها؛ فإن قال قائل : كيف كان الخبر في معنى الأمر؟ قلنا : هو كقولك : " غفر الله لزيد " ؛ و " رحم الله زيدا " ؛ فمعناه : " اللهم ارحم زيدا " .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية