الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            2 - 108 - ( باب ذهاب العلم ) .

                                                                                            976 عن أبي أمامة قال : لما كان في حجة الوداع قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم ، فقال : " يا أيها الناس ، خذوا من العلم قبل أن يقبض العلم ، وقبل أن يرفع " وقد كان أنزل الله - عز وجل - [ ص: 200 ] ( ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم وإن تسألوا عنها حين ينزل القرآن تبد لكم عفا الله عنها والله غفور حليم . قال : وكنا قد كرهنا كثيرا من مسألته ، واتقينا ذلك حين أنزل الله - عز وجل - ذلك على نبيه - صلى الله عليه وسلم - قال : فأتينا أعرابيا فرشوناه برداء فاعتم به . قال : حتى رأيت حاشيته خارجة على حاجبه الأيمن . قال : ثم قلنا له : سل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له : يا نبي الله ، كيف يرفع العلم منا وبين أظهرنا المصاحف ، وقد تعلمنا ما فيها ، وعلمناها نساءنا وذرارينا وخدمنا ؟ قال : فرفع النبي - صلى الله عليه وسلم - رأسه وقد علت وجهه حمرة من الغضب . قال : فقال : " أي ، ثكلتك أمك ، وهذه اليهود والنصارى بين أظهرهم المصاحف لم يصبحوا يتعلقوا منها بحرف مما جاءتهم به أنبياؤهم ، ألا وإن ذهاب العلم ذهاب حملته " ثلاث مرات .

                                                                                            رواه أحمد والطبراني في الكبير ، وعند ابن ماجه طرف منه ، وإسناد الطبراني أصح ; لأن في إسناد أحمد علي بن يزيد وهو ضعيف جدا ، وهو عند الطبراني من طرق في بعضها الحجاج بن أرطاة ، وهو مدلس صدوق ، يكتب حديثه ، وليس ممن يتعمد الكذب . والله أعلم .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية